أخبار وطنية يا بحيري، أنسيت كيف أصبحت المساجد بؤر عنف وارهاب؟
بعد أن بقيت حكومة الترويكا ثلاث سنوات في السلطة وتركت العنف ينتشر والارهاب يترعرع والمساجد بأيدي المتشدّدين وبعض الدعاة يدعون الى الجهاد والارهاب، يحاول ـ اليوم ـ وزير الشؤون الدّينية عثمان بطيّخ ترميم هذا القطاع بإقصاء المتشدّدين ومن بينهم وزير الترويكا نور الدين الخادمي الإمام السابق لجامع الفتح الذي حوّل المساجد الى أحزاب سياسيّة متطرّفة ودعا الى «الدّفاع» عن الاسلام قبل الهجوم على السفارة الأمريكية.. كما قرّر السيد بطيخ إعادة اخضاع المساجد لسيطرة الدولة وعين بعض الأيمّة المعتدلين وأنهى الحوز على جامع الزيتونة من قبل السيد حسين العبيدي لكنه أبقى على المتشدّدين في الوزارة في مناصبهم على غرار السيد الحبيب بوصرصار الذي دعا الى قتل الباجي قايد السبسي.. كما يسعي الوزير الحالي جاهدا إلى ابعاد السياسة والتطرّف والارهاب عن المساجد في انتظار تطهير الوزارة تطهيرا كاملا...
هذه الإصلاحات التي كان لابدّ منها لم ترق للسيد نور الدين البحيري الوزير الأسبق للعدل، فقد رفض السياسة الجديدة، ومنها توحيد الخطاب في كلّ المساجد وهذا لا يثير الاستغراب! ولو قارنّا سياسة الترويكا المدمّرة على مستوى التعامل مع المساجد وبين اختيارات السيد بطيخ لاستنتجنا دون عناء انّ خطاب البحيري لا يرمي الى الدّفاع عن الاسلام المعتدل وليست الغاية منه مصالح تونس وأمنها بل هو دفاع عن التوجّه المتشدّد داخل حركة النهضة التي تخشى ان تفتقد نفوذها على الأيمّة الذين قد يكون لهم تأثير على الانتخابات..
ولئن كان من حقّ السيد البحيري أن يقول ما يريد، فليعلم انّ تونس ملك لشعبها ولا يمتلكها حزب أو نظام خليجي متشدّد أو المخابرات الأمريكية! انّ نساء تونس وشبابها ومثقفيها ومعتدليها يرفضون سياستكم إزاء الشعائر الدّينية وسيتصدّون لكلّ الأيمّة الذين ما انفكّوا يسمّمون أذهان البسطاء من العباد بأفكار متطرّفة أو بالدعوة الىالجهاد ومساندة الارهابيين وتدمير البلاد من خلال ارساء اسلام مستورد لا علاقة له بإسلام جامع الزيتونة.. ومن موقعي كإعلامي ديمقراطي ومعتدل أدعو وزير الشؤون الدّينية الحالي الى التمسّك بتوحيد الخطب داخل المساجد حتى نتجنّب تسييسها وتوظيفها لفائدة العنف والارهاب والاقصاء.
انّ تونس ليست السعودية ولا أفغانستان، بل لها خصوصيّات تاريخيّة ومرجعية حضارية عمرها 3000 سنة، وإذا كان ما قلته يا سي البحيري عن اقتناع وليس من أجل تلميع الصورة في حزبك فادعُ الأيمّة المتشدّدين الى منزلك واستمتع بخطابهم التكفيري.. انّ المساجد لله وليست ملكا لك ولا لأيّ حزب.. انّ المساجد هي بيوت الله يدعو فيها الإمام إلى التآخي وفعل الخير لا إلى سفك الدماء والتطرّف!
المنصف بن مراد